عدد المساهمات : 215 تاريخ التسجيل : 09/03/2010 العمر : 34
موضوع: سأموت وحدي! الثلاثاء أبريل 06, 2010 8:53 am
وها أنا أتقيأ أحلامي .. وأهدي صفحات من عمري قد كتبت يوما ً عليها / هنالك أمل .. لأطفال قرعوا باب بيتي صباح العيد .. وأغلق تلك النافذة التي يتسلل منها ضوء خافت .. ينير عتمة أفكاري حينما يكونون بجواري .. كنت قد نويت أن أعتزل العالم .. فأصبحت أقلب الأسماء بهاتفي .. وأمسحهم واحدا ً تلو الآخر .. بدأت بأصدقائي .. لا أريد أن أعرفهم بعد الآن .. وهل هناك من يكترث ؟ لا أعتقد .. بلى .. لقد نسيت ُ بأن فضولهم سيبعثهم لي من جديد .. وسيروني كالعادة أبتسم .. ويقولون .. كنا نعتقد بأنك ميت .. لا أتحدث عن خوفهم من فراقي .. أو إبتعادهم عن سخافاتي كما يزعمون .. بل عن خيمة .. وليمة .. ولقاء الأصدقاء .. بعد أن أكون قد رحلت .. سيذكرونني دائما ذلك اليوم .. فقد جمعت شملهم من جديد .. وأضفيت القليل من الفرح .. والكثير من ملأ الفراغ .. وبعضا ً من الإحتفال .. أقاربي .. سيأتون بعد قليل .. وبعد قليل سيرحلون .. واحدا ً تلو الآخر .. وحينما أرحل .. سيجتمعون جميعهم .. سيبكوني بحرقة أمام عيني النائمة .. وسيحتفلون بعيدهم الثالث من ذلك العام .. فها هو اللقاء يعود من جديد .. الصغار يلعبون في فناء المنزل .. الكبار يهيمون بالحديث عن معترك الحياة .. والشباب يتفننون بإخراج حياتهم بصورة الأبطال .. سيصمت أبي طويلا ً .. وستبكي أمي طويلا ً .. وبعد قليل .. لا أحد يكترث .. وحينما أكملت بتلك القائمة .. إستوقفتني هي .. ضغطت على زر الإتصال .. أجابتني .. طلبت منها أن تصمت .. وتصغي إلى .. فقلت لها .. سيدتي .. لقد إنتظرت الرحيل طويلا ً .. فأصبحت أمسك ذلك الشريط السينمائي وأسحبه بسرعة .. عله أن يأتي ذاك المشهد سريعا ً .. فيقلني معه .. ولكنني لم أراه .. فقررت الرحيل إلى الرحيل .. قررت أن أترك ترددي / خوفي .. أن أذهب إلى وطنه بنفسي .. أن أهاجر إلى هناك بلا عودة .. ولكن قبل أن أرحل .. هل لديك ِ إجابات لأسئلتي ؟ عند رحيلي .. هل ستذهبين إلى ذاك الشاطيء وتمسكين بحفنة من الرمال وتنثرينها في الهواء كما كنت ُ أفعل لأبعثر كل شيء حواليك ِ فأجمعك ِ ؟ عند رحيلي .. هل ستضعين آخر وردة أهديتك ِ إياها في إناء به ماء حتى لا تذبل كما كنت ُ أفعل حينما وضعت قلبك ِ بدمي حتى لا تجف شرايينه ؟ عند رحيلي .. هل ستجمعين قصاصات كتاباتي وترتبيها بالأبجدية وتضعينها تحت وسادتك ِ حتى لا تمحى كما كنت أفعل لأكتبك ِ بأوراق حياتي؟ عند رحيلي .. هل ستبكينني بحرقة حتى ترطبين جفاف أرضي كما كنت أفعل حينما تغادرين أحلامي فأغسل ذاك الواقع ليجمعني بك من جديد هناك؟ عند رحيلي .. هل ستلبسين اللون الأسود لمراسم عزائي كما كنت أفعل حينما ألون السماء ليلا ً فتستطيع عيناك ِ أن تنام بلا ضوء القمر ؟ عند رحيلي .. هل ستغسلين فنجان قهوتي لتمحي ملامح شفتي أم ستحنطينه كما كنت أفعل حينما أضع كل فنجان ٍ لك ِ بغرفتي حتى أشربك ِ كل صباح ؟ عند رحيلي .. هل ستحرقين صورتي من جدار مخيلتك أم ستحتفظين بها كما كنت أفعل حينما كنت أضع في كل مخيلة لي صورتك ِ بها فتجملها ؟ عند رحيلي .. هل ستفكرين يوما بالرحيل إلى الرحيل كما كنت أفعل حينما أشاهد نهاية ثوبك ِ مبتعدا ً عن مرأى عيناي فأتبعه كي لا يهرب ؟ عند رحيلي .. هل سأتحول إلى ذلك الخائن البشع أم سأبقى أنا فارسك ِ يوما كما كنت أفعل حينما أضعك ِ أميرة ً لكل قصصي وحكاياتي ؟ عند رحيلي .. هل ستكفين البحث عني أم أنك ستنزعين كل ستار يحجبك ِ عني كما كنت أفعل حينما حطمت جدران غرفتي لأشاهدك ِ من حولي بكل وقت؟ هنا .. إغتالتني تنهيدة خرجت عفوية .. لتقول هي .. سأحرق ذكراك َ من أفكاري .. وأسافر من شواطئك َ لبحاري .. فأنت لا تستحق ما أهديتك َ يوما .. ولا تستحق بأن تكون إختياري .. فأنا أحببتك َ صدقا ً .. وعشقتك قلبا ً .. وها أنت بكل برودة .. تزف لي خبر إنتحاري .. ربما كانت الخيانة أنثى .. ولكن دائما ً الخائن .. رجل سحقا ً للرجال .. فأقفلت الخط بعدها .. أتعجب كثيرا ً .. لماذا يموت الحب بعد الرحيل ؟ لماذا نقتل كل لحظاتنا الجميلة ؟ للحظة تعيسة واحدة كان عنوانها الرحيل .. لماذا تكون تلك السيدة متعجرفة ساعتها ؟ لماذا لا ترسل لي قبلة وداع كذكرى ؟ لماذا أصبح البطل الخائن لقصة عذابها عند رجل آخر ؟ لماذا يأتيها الندم بأكمله بلحظة الرحيل وتنساه هي للحظات الفرح ؟ لماذا يكون عشقي سهلا ً ووداعي صعب؟ أليس الذي يأتي بسهولة .. يذهب بسهولة؟ لماذا أصبح ماضي وأنا إلى الآن لم أرحل ؟ عجبا ً .. فأنا لا زلت أحبها / أعشقها .. لا تزال هي لي كل أجابات أسألتي .. ومن يكترث ؟ لا أحد .. إذا لماذا أهدي ( لا أحد ) كل شيء ؟ لماذا لا أكون أنا لا أحد مثلهم ؟ . . بدأت أوضب أغراضي .. هاتفي / أرقامهم صورهم / ذكرياتهم نصائحهم / تذمرهم فناجينها / قصاصاتي لها وردتها / قلبها كل شيء .. وأنظر إلى ساعتي .. فقد إنتصف الليل .. جاء وقت الرحيل إلى الرحيل .. وأنا أهم بالذهاب .. إكتشفت بأنه قد سبقني .. أتى ألي ّ.. أخذهم جميعا ً عني .. ورحل .. . . همسة : هم من أرض الرحيل .. وأنا بالمنفى